السلطات السورية تفرج عن قيادي من معارضة الداخل بعد توقيفه لساعات
افرجت السلطات السورية الاحد عن المعارض منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تعد جزءا من معارضة الداخل المقبولة من النظام، بعد توقيفه لساعات، وفق ما اعلن لوكالة فرانس برس.
وقال خدام "لقد تم الافراج عني بعد توقيفي في نقطة عسكرية قرب حاجز القطيفة (ريف دمشق) من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الرابعة بعد الظهر بسبب مذكرة توقيف بحقي صادرة عن الامن العسكري".
واوضح "ان مسؤولا في الامن العسكري جاء وامر باخلاء سبيلي بعد احتجازي دون ابداء اسباب التوقيف او اجراء اي تحقيق معي" مضيفا "انا الان في طريقي الى اللاذقية (غرب)".
وفي وقت سابق، قالت هيئة التنسيق في بيان "كعادتها في ظل نظام الاستبداد والفساد واحتكار السلطة وقمع الحريات السياسية والإصرار على الحل الأمني، تم اعتقال الأخ الدكتور منذر خدام (...) على حاجز الأمن العسكري في القطيفة" في ريف دمشق.
وقال قيادي في الهيئة لوكالة فرانس برس ان خدام "اتصل به لابلاغه بخبر توقيفه عند الحاجز" مضيفا "حاولت الاتصال به مرارا عبر هاتفه الخليوي لكن خطه كان مقفلا".
واكدت زوجة خدام لوكالة فرانس برس توقيفه على حاجز القطيفة مضيفة انه اعلمها "بوجود مذكرة توقيف بحقه من فرع الامن العسكري" من دون تحديد تاريخ صدورها.
وخدام (67 عاما) كاتب وسياسي واستاذ في جامعة تشرين في اللاذقية (غرب)، وهو عضو في هيئة التنسيق، ومقرها دمشق، وتضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام. كما يرأس المكتب الاعلامي للهيئة.
واعتقل خدام في الفترة الممتدة من ايار/مايو 1982 لغاية تشرين الاول/اكتوبر 1994 بسبب مواقفه السياسية المعارضة.
وياتي توقيف خدام الاحد بعد ايام على انتقاده شن روسيا ضربات جوية في سوريا. وكتب الخميس في تعليق على صفحته في موقع فيسبوك "حل الأزمة السورية ليس قاب قوسين أو أدنى كما يتصور الحالمون (...) والتدخل الروسي ربما يزيدها تعقيداً".
واضاف "اذا كان لدينا نظام جاذب للارهاب بحسب الخطاب السياسي الغربي فسوف تزداد هذه الجاذبية من جراء التواجد العسكري الروسي".
وهي المرة الثانية التي يتم توقيف خدام فيها منذ اندلاع النزاع السوري في منتصف اذار/مارس 2011، اذ اعتقلته السلطات الامنية على حاجز طرطوس (غرب) للأمن العسكري في كانون الاول/ديسمبر 2013 ثم افرجت عنه بعد ساعات "اثر ضغوط روسية ودولية"، وفق ما اكد احد زملائه في وقت سابق.
واعتقلت سلطات النظام عددا من قياديي الهيئة في السنوات الثلاث الماضية ابرزهم رجاء الناصر وعبد العزيز الخير اللذين لا يزالان مسجونين بدون اي معلومات عنهما.
ونددت هيئة التنسيق في بيانها باعتقال خدام "لأنه ليس إرهابياً ولا يدعم الإرهاب"، مطالبة "بالإفراج الفوري عنه وعن معتقلي الهيئة وسائر المعتقلين من الرجال والنساء والاطفال".
وتم توقيف الناصر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في حي البرامكة في وسط دمشق. وقالت الهيئة ان "دورية امنية اعتقلته، وانه كان ينوي زيارة موسكو"، حليفة النظام.
وتحتجز السلطات منذ ايلول/سبتمبر 2012 عبد العزيز الخير الذي اوقف في دمشق لدى عودته من رحلة في الخارج، ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الوقت.