توجه ملايين الروس الاحد الى مكاتب الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجالس المناطق، في انتخابات يفترض ان تؤكد هيمنة حزب روسيا الموحدة القريب من الكرملين، في حين اكدت المعارضة حصول عمليات تزوير.

وفي الساعة 20،00 (17،00 تغ) اقفلت مكاتب الاقتراع في 42 جمهورية ومنطقة شملها هذا اليوم الانتخابي لاختيار 21 حاكما و11 برلمانا محليا و23 ادارة بلدية.

واعلن رئيس حزب روسيا الموحدة ديمتري مدفيديف الذي يتولى ايضا رئاسة الحكومة مساء الاحد حسب ما نقلت عنه وكالة تاس "حسب المعطيات التي وصلتنا فان النتائج مرضية لروسيا الموحدة لا بل مرضية جدا".

ومن المقرر ان تعلن النتائج الرسمية الاثنين.

الا ان حزب بارناس المعارض الذي يشارك في رئاسته الكسي نافالني ابرز معارضي النظام في روسيا ورئيس الحكومة السابق ميخائيل كاسيانوف، اكد ان هذه الانتخابات "مزورة".

واذا كان حزب يابلوكو الليبرالي المعارض قدم 1500 مرشح في كل انحاء روسيا، فانه رشح واحدا فقط لمنصب حاكم، ولم يتمكن حزب بارناس من ان يقدم سوى مرشحين في كوستروما بوسط البلاد، لان اللجان الانتخابية رفضت قبول ترشيح الاخرين.

وقال كاسيانوف في تغريدة على تويتر "جرت عمليات تزوير واسعة طوال النهار" في حين ان نافالني اكد ان "منطقة كوستروما حلت في المرتبة الاولى لجهة تسجيل اكبر نسبة تزوير في الانتخابات".

وما اشاع اجواء توتر في كوستروما قيام نحو 50 شرطيا بمداهمة فرع لحركة "اوبن روسيا" المعارضة التي اسسها المنشق ميخائيل خودوركوفسكي.

واكد الناشطون العاملون في الحركة، وهم كانوا يقومون بمراقبة سير الانتخابات، انهم اجبروا على البقاء داخل المقر.

وقال نافالني في تصريح صحافي امام مقر اوبن روسيا "ان الانتخابات تجري بشكل غير سليم وهم يريدون طرد المراقبين من مكاتب الاقتراع" لعدم كشف عمليات التزوير.

الا ان الشرطة اعلنت انها استدعيت "للتدخل بسبب نزاع بين مواطنين" حسب ما نقلت وكالة تاس للانباء.

وكان حزب بارناس اعلن في وقت سابق انه تقدم بشكوى عن عشرين حالة تزوير في كوستروما التي شارك سكانها في الانتخابات لاختيار حاكم لهم وبرلمان اقليمي ومجلس بلدي.

ومساء الاحد اعلنت منظمة غولوس غير الحكومية التي تراقب الانتخابات انها سجلت نحو 1600 حالة تزوير في انحاء البلاد. في حين اعلنت اللجنة الانتخابية انها تلقت ستين شكوى.

وبثت شبكة تلفزيون محلية في كوستروما تحقيقا عن الانتخابات اتهم مرشحي بارناس بخدمة مصالح الولايات المتحدة.

واكدت فالنتينا اولينيفا (47 عاما) لدى خروجها من مكتب تصويت "اعرف ان حزب بارناس قد ترشح، وان الاميركيين يدعمونه"، فيما اعتبرت لودميلا المتقاعدة (57 عاما) ان "الاميركيين قد اشتروا بارناس".

ولم ينجح الحزب ايضا في اجتذاب الجماهير خلال تجمعاته الانتخابية، كما لاحظت مراسلة لوكالة فرانس برس. ففي احد التجمعات، كانت ست نساء مسنات يصغين الى المرشح ايليا ياشين.

وعلى غرار حزب يابلوكو الليبرالي المعارض، لا تتوافر لحزب بارناس سوى فرص قليلة للفوز في الانتخابات. فحزب روسيا الموحدة الحاكم حصل على 44% من الاصوات في كوستروما، في مقابل 1% لحزبي المعارضة، كما ذكر استطلاع للرأي.

وما زالت نسبة الامتناع عن التصويت واحدة من الامور الغامضة في هذه الانتخابات التي لا توليها وسائل الاعلام الوطنية اهتماما كبيرا. فقد شارك 21% من الناخبين في الانتخابات الاقليمية في 2014.

وفي كمتشاتكا، بأقصى الشرق الروسي، حيث اغلقت مكاتب التصويت، بلغت نسبة المشاركة 28%، كما تقول اللجنة الانتخابية المحلية. وفي كوستروما، كانت النسبة قريبة من 14,5% في الساعة 9,00 ت غ.