Navigation

الرئيس البولندي يرجّح أن تكون الدفاعات الأوكرانية مصدر الصاروخ على بولندا

محققون من الشرطة خلال دورية تفتيش في الحقول القريبة من الموقع حيث أودى سقوط صاروخ بحياة شخصين في قريةبجيفودوف بشرق بولندا قرب الحدود مع أوكرانيا، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 16 نوفمبر 2022 - 10:31 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

قلل زعماء غربيون الأربعاء من مخاوف أن يؤدي انفجار صاروخي مميت في شرق بولندا إلى تصعيد خطير في حرب روسيا على أوكرانيا، قائلين إنه صاروخ طائش مضاد للطائرات.

وأيّدت الولايات المتحدة الأربعاء فرضية وارسو بأن الصاروخ الذي سقط داخل بولندا أطلقته القوات الأوكرانية، لكنّ واشنطن ألقت باللوم على موسكو في الحادث.

وقال البيت الأبيض في بيان "لم نر شيئا يتعارض مع فرضية الرئيس (أندريه) دودا بأن هذا الانفجار كان على الأرجح نتيجة صاروخ دفاع جوي أوكراني". وأضاف "من الواضح أن الجهة المسؤولة في نهاية المطاف عن هذا الحادث المأسوي هي روسيا التي أطلقت وابلا من الصواريخ على أوكرانيا".

وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا الأربعاء أنه "من المرجح جدًا" أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بولندية على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن قتيلين. وأيدت واشنطن هذه الفرضية

وفي بروكسل، عقد سفراء دول حلف شمال الأطلسي صباح الأربعاء اجتماعًا طارئًا بشأن سقوط الصاروخ، فيما أعلن الكرملين أن "لا علاقة له" بالأمر.

وأكّد دودا لصحافيين أن "لا شيء يشير إلى أنه كان هجومًا متعمدًا على بولندا".

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان له رأي مخالف، وقال الأربعاء إن الصاروخ الذي ضرب بولندا روسي.

وقال زيلينسكي في تصريحات متلفزة "لا شك لدي بأنه ليس صاروخنا... أعتقد أنه كان صاروخا روسيا، بناء على تقاريرنا العسكرية".

وأضاف أن كييف لم تر دليلا على أن الصاروخ أوكراني، مشيرا إلى ضرورة أن تكون أوكرانيا جزءا من تحقيق.

بدورها، قالت الحكومة المجرية الأربعاء إن فولوديمير زيلينسكي أعطى "مثالا سيئا" بقوله إن الصاروخ الذي قتل شخصين في قرية بولندية قرب الحدود مع أوكرانيا روسي.

وقال غيرجيلي غولياس رئيس مكتب رئيس الوزراء فيكتور أوربان للصحافيين "في مثل هذا الموقف يتحدث زعماء العالم بمسؤولية" لكن "الرئيس الأوكراني، باتهامه الروس فورا، كان مخطئا. إنه مثال سيئ" مرحبا بالموقف الحذر لبولندا والولايات المتحدة.

- روسيا "تتحمل المسؤولية" -

واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن "لا مؤشر" يسمح بالقول إن الانفجار الذي أسفر عن قتيلين في بولندا ناجم عن "هجوم متعمّد".

ووقع انفجار في قرية بجيفودوف في شرق بولندا عند الساعة 14,40 بتوقيت غرينتش الثلاثاء وأسفر عن مقتل شخصين.

وقالت المدرّسة آنا مارغوس (60 عامًا) لوكالة فرانس برس "أنا خائفة. لم أنم طوال الليل". وأضافت "آمل أن يكون صاروخًا طائشًا، لأن في حال غير ذلك نحن عاجزون عن فعل أي شيء".

وتُظهر صورة نشرتها الشرطة محققين يعملون في حفرة كبيرة قرب مركبة مقلوبة.

وضعت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي جيشها في حالة تأهب قصوى واستدعت السفير الروسي ليل الثلاثاء، لكنها حذرت من التوصل إلى أي استنتاجات متسرعة بشأن مصدر الصاروخ الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.

- "لا علاقة" للكرملين -

وأعربت القوى الغربية عن تضامنها مع بولندا في جولات دبلوماسية مكثفة، بما فيها على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا.

وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في إندونيسيا من أي "استنتاجات متسرعة ... في مثل هذا القضية الخطيرة ... قبل إجراء تحقيق دقيق".

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن ضرباتها الثلاثاء لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنها تمكنت من تحديد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا هو قذيفة أطلقها نظام دفاع إس-300 تابع للقوات الأوكرانية.

وقالت الوزارة "نريد أن نشير إلى أن الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية البولندية".

وكتب الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف على تويتر أن الحادثة "تثبت شيئًا واحدًا فقط: شن حرب هجينة ضد روسيا، والغرب يقترب من الحرب العالمية".

تتمتع بولندا بالحماية من خلال التزام حلف شمال الأطلسي بالدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة 5 من ميثاق الناتو.

وقال الرئيس البولندي إنه من "المرجح" أن يطلب مندوب بولندا إجراء مشاورات عاجلة بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف التي تنص على أنه يمكن الدعوة للتشاور عندما يشعر أي عضو في حلف شمال الأطلسي بأن "وحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه" معرضة للخطر.

- "نتعامل مع عواقب أفعال روسيا" -

بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير ولا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية رغم سلسلة من الانتكاسات على جبهة القتال.

وتسبب النزاع في قلق عميق في بولندا المجاورة حيث لا تزال الهيمنة السوفياتية راسخة في الذاكرة الجماعية.

وتشترك بولندا في حدود بطول 530 كيلومترًا مع أوكرانيا، وكانت في طليعة الدول التي قدّمت مساعدات عسكرية وإنسانية لها وفرضت عقوبات على روسيا.

ورغم ترجيح أن يكون الصاروخ الذي سقط الثلاثاء أوكرانيًا، أوضحت الحكومة البولندية أنها تلقي باللوم على روسيا.

وقال نائب وزير الخارجية البولندي بافيل جابلونسكي لإذاعة "آر إم أف" إن "في جميع الاحتمالات، نحن نتعامل مع عواقب أفعال روسيا".

وردّ على انتقاد نظام الدفاع الجوي البولندي بالقول "إن أنظمة الدفاع الصاروخي في جميع أنحاء العالم ليست أنظمة فعالة بنسبة 100% تحمي كل مليمتر من أراضي كل دولة".

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد كتب في تغريدة مساء الثلاثاء "روسيا تروّج الآن لنظرية مؤامرة تزعم أن صاروخًا (أطلقه) سلاح الجوّ الأوكراني سقط في أراضي بولندا. هذا الأمر غير صحيح".

- "صفعة في وجه" مجموعة العشرين -

وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "التعازي" لبولندا لمقتل بولنديَين "جراء الإرهاب الصاروخي الروسي".

وجاء الانفجار بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية على مدن في أوكرانيا الثلاثاء بما فيها مدينة لفيف، قرب الحدود مع بولندا.

ولفت زيلينسكي إلى أن الضربات تسببت بقطع الكهرباء عن نحو عشرة ملايين شخص في مرحلة أولى، ثم عاد التيار لدى نحو ثمانية ملايين شخص، بعد أن تسبب بإغلاق تلقائي لمحطتين نوويتين.

وقال إن روسيا أطلقت 85 صاروخًا على منشآت للطاقة في جميع أنحاء البلاد، ودان الضربات ووصفها بأنها "فعل إبادة" و"صفعة في وجه" مجموعة العشرين.

وأعلن حاكم منطقة كييف أوليكسي كوليبا في فيديو نشره الأربعاء على تلغرام أن الأسبوع المقبل سيكون "صعبًا" لسكان المنطقة، مشيرًا إلى أن الدمار الذي طال شبكة الكهرباء "كبير" رغم عمل "الكهربائيين طوال الليل والأجهزة اللازمة" لإصلاح المنشآت المتضررة.

من جانبه، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي الأربعاء إن الهجمات الروسية على البنى التحتية لأوكرانيا تشكل "جرائم حرب" و"حملة إرهابية" بعد "خسارتها (موسكو) على كل الجبهات".

وأضاف ميلي "روسيا تختار استغلال وقتها في محاولة إعادة تنظيم صفوفها، وهي تفرض حملة إرهاب، وهي حملة من المعاناة القصوى للسكان المدنيين الأوكرانيين، بغية هزيمة الروح المعنوية الأوكرانية".

ورأى أن احتمال نجاح أوكرانيا عسكريا في دفع روسيا للانسحاب من كامل الأراضي الأوكرانية التي تحتلها ضئيل.

وقال "احتمال تحقيق نصر عسكري أوكراني، طرد الروس من أوكرانيا بأكملها بما يشمل... القرم، احتمال حدوث ذلك في أي وقت قريب ليس كبيرا، عسكريا".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.