Navigation

التفجير الانتحاري في خان بني سعد بالعراق يخلف 90 قتيلا وسوقا مدمرة

حفرة خلفها التفجير الانتحاري في خان بني سعد في 18 تموز/يوليو 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 18 يوليو 2015 - 08:13 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة خان بني سعد في العراق الجمعة الى 90 قتيلا على الاقل، وحول احتفالات عيد الفطر حدادا على ضحايا السوق الشعبية التي استهدفها التفجير.

ويعد التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، من الاكثر دموية منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في حزيران/يونيو 2014. وأتى الهجوم في المنطقة ذات الغالبية الشيعية الواقعة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، عشية احياء شيعة العراق اول ايام عيد الفطر.

وقال مدير ناحية خان بني سعد عباس هادي صالح لوكالة فرانس برس "الحصيلة حتى الآن 90 شهيدا و120 جريحا، ولدينا ما بين 17 و20 مفقودا"، مؤكدا ان 15 طفلا على الاقل قضوا في التفجير الذي وقع قرابة الساعة السابعة مساء (1600 تغ) الجمعة.

ورجح مسؤولون ان ترتفع الحصيلة النهائية للتفجير بعد انجاز عمليات البحث تحت الانقاض جراء الهجوم، علما انه ليس الاول في المنطقة.

وقال صالح "كل عام (خلال رمضان) هناك تفجير. الذنب اننا شيعة" مؤكدا ان التفجير هو "الاكبر في ديالى منذ 2003".

وكان التنظيم الذي يعتبر الشيعة "رافضة" ويتوعد بقتلهم، وسبق ان استهدف العديد من مناطقهم بتفجيرات مماثلة، تبنى الهجوم الجمعة، قائلا ان منفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة بنحو ثلاثة اطنان من المتفجرات.

وبدت آثار التفجير مدمرة على السوق التي تمتد على نحو مئة متر، وتضم متاجر مختلفة، معظمها للخضار والفاكهة واللحوم والملابس. وصباح اليوم، كان دخان الحريق لا يزال يتصاعد من بعض المتاجر.

وخارج بعض متاجر بيع اللحوم، كانت قطع من لحوم الغنم والعجل لا تزال معلقة، وبعضها محترق، بينما توسطت الطريق الملاصقة للسوق احذية والعاب متناثرة، وسط اعمال تنظيف وازالة الركام.

وقدم سكان في المنطقة شهادات مروعة عن هول التفجير الذي قالوا انه الاكبر يستهدف منطقتهم منذ اندلاع اعمال العنف وموجات التفجير بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين في العام 2003.

وقال مثنى السعدون (25 عاما)، وهو موظف بلدي موكل بتنظيف الشوارع "البارحة كنت اقود صهريج مياه واستعد لتنظيف الشوارع قبل العيد. عندما صار الانفجار، بدلا من تنظيف الشوارع بت اطفئ النار'.

واضاف "رأيت اشخاصا يحترقون (...) الناس احترقوا داخل سياراتهم لان الطريق كان مكتظا، ولم تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول"، مؤكدا انه رغم استهداف المنطقة سابقا "الا ان مثل هذا الانفجار لم يحصل من قبل".

وقال سالم ابو مقتدى (34 عاما) وهو صاحب متجر لبيع الخضار في السوق "الموقع الذي رأيناه لا يمكن وصفه. حريق وجثث وحرجى وعويل نساء واطفال"، مضيفا "الخان الآن ناحية منكوبة".

وتسبب التفجير بحفرة قطرها نحو خمسة امتار، وعمقها نحو مترين. وكان السوق مكتظا بالمتسوقين الذين يتبضعون عشية عيد الفطر الذي يحييه الشيعة في العراق اليوم السبت، في حين احيا السنة اول ايامه الجمعة.

وتقع منطقة خان بني سعد في محافظة ديالى، على مسافة 20 كلم شمال شرق بغداد. والمنطقة مختلطة طائفيا، الا ان غالبية سكانها من الشيعة.

وحل الحزن والغضب بدلا من فرح العيد، علما ان محافظ ديالى اعلن الجمعة الحداد ثلاثة ايام على الضحايا الذين شيع عدد كبير منهم في اليوم نفسه الا انه امكن السبت رؤية شاحنات تنقل نعوشا الى مراسم التشييع.

وقال حسين ياسين خضير (45 عاما) الذي يملك متجرا عند مدخل السوق، ولم يتعرض لضرر كبير "لا يوجد عيد. لم نعايد احدا، ولا احد عايدنا".

واوضح انه كان واقفا خارج متجره قبيل التفجير، قبل ان يقذفه عصف الانفجار الى داخل المحل، من دون ان يصاب بجروح.

واضاف بحسرة "كل رمضان يحدث انفجار في خان بني سعد".

وكانت السلطات أعلنت في كانون الثاني/يناير "تحرير" محافظة ديالى الحدودية مع ايران، من وجود تنظيم الدولة الاسلامية. الا ان الاخير عاود مؤخرا استهداف مناطق فيها بتفجيرات وعبوات ناسفة.

ودان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التفجير السبت.

وقال في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، "ارتكبت عصابات داعش الارهابية الجمعة جريمة نكراء بالتفجير الارهابي الذي طال المدنيين في ناحية بني سعد"، مؤكدا ان "العصابات الارهابية لن يكون لها مكان في بلدنا وسننال منهم ومن جريمتهم النكراء، ولن يفلتوا من العقاب".

واعتبر ان التفجير "سيزيد من عزمنا على ملاحقتهم في ساحات القتال وفي كل شبر من ارض العراق"، معتبرا ان التفجير يأتي "بعد الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة في جميع القطاعات ومنها عملية تحرير الانبار".

واعلنت القوات العراقية مطلع هذا الاسبوع تكثيف عملياتها في محافظة الانبار (غرب) حيث يسيطر الجهاديون على مناطق واسعة، ابرزها مدينتا الرمادي مركز المحافظة والفلوجة.

وقام رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي السبت بزيارة قصيرة غير معلنة الى بغداد.

وتقود واشنطن ائتلافا دوليا ينفذ غارات ضد التنظيم. كما يتواجد الآلاف من جنودها، منهم مئات في الانبار، لتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية.

ولاقى تفجير خان بني سعد ادانة دولية.

فقد اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفجير "عملا ارهابيا غير انساني"، بينما وصفته وزارة الخارجية البريطانية ب "العمل الشنيع".

وراى الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش ان "هذه المجزرة الرهيبة تتجاوز حدود السلوك المتحضر".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.