البابا في فيلادلفيا للتركيز على الحرية الدينية والعائلة
وصل البابا فرنسيس صباح السبت الى فيلادلفيا قادما من نيويورك، حيث دعا الى تخصيص دور اكبر للنساء والعلمانيين في الكنيسة، في المحطة الاخيرة من جولته الاميركية حيث سيركز على قيم الحرية الدينية والعائلة.
وكان رأس الكنيسة الكاثوليكية وصل الثلاثاء الى الولايات المتحدة آتيا من كوبا وسيختتم في فيلادلفيا في نهاية الاسبوع اللقاء العالمي الثامن للعائلات فيما يتوقع ان يحضر 1,5 مليون شخص الاحد القداس الاحتفالي الختامي.
وفي كاتدرائية القديسين بطرس وبولس اوصى البابا امام 2000 من القساوسة والاساقفة والراهبات والعلمانيين الاعتراف بدور اكبر للعلمانيين والنساء في الكنيسة الكاثوليكية.
وشدد البابا على "المساهمة الكبرى التي تقدمها كل امرأة علمانية او غير علمانية" في الكنائس والاوساط الكاثوليكية. ولدى وصوله اختار البابا ان يمر وسط راهبات.
وذكر البابا مثال احدى راهبات فيلادلفيا القديسة كاثرين دريكسل "المرأة العلمانية" التي اعلنت قداستها في العام الفين وشجعها البابا ليون الثالث عشر في نهاية القرن التاسع عشر بهذه الكلمات "وانت ماذا ستفعلين؟".
والراهبات الاميركيات يساعدن كثيرا المهاجرين والفقراء وكذلك المدارس.
ويهتم البابا كثيرا بدور النساء لكنه يعارض سيامتهن.
وفي فيلادلفيا حيث انتشرت قوات الامن بكثافة امضى عشرات الاشخاص ليلتهم في العراء قرب الكاتدرائية لمشاهدة الحبر الاعظم.
ووصل المشاركون احيانا من مناطق بعيدة على غرار لويس اورتيز (42 عاما) الذي نام مع اولاده ال11 في العراء واكد انه "يريد المشاركة في احتفالات" فيلادلفيا.
وكتب على يافطة رفعتها اميركية في الخمسين من العمر امضت الليلة في انتظار الحبر الاعظم "نصلي من اجلك كل يوم".
وانهى خورخي برغوليو الشق السياسي الحساس من زيارته. ودعا البابا الذي استقبل بصفته رئيس دولة ورئيس الكنيسة الكاثوليكية على حد سواء، في واشنطن العاصمة ونيويورك الى مساعدة المهمشين كما ركز على البيئة في العالم، وذلك في البيت الابيض والكونغرس وامام الجمعية العامة للامم المتحدة.
واتسمت خطاباته بلهجة شديدة والمهارة لكنها خلت من العدائية، واستقبلت بالترحاب عموما من الطبقة السياسية رغم ان قسما كبيرا من الجمهوريين يعتبرون انه ما زال متشددا في المواضيع الاجتماعية والاقتصادية.
واختتم محطته في نيويورك مساء الجمعة بقداس احتفالي بحضور جمهور غفير ومتحمس في ماديسون سكوير غاردن.
ونقلت شبكات تلفزة اميركية عديدة جذبتها ظاهرة البابا فرنسيس مباشرة وقائع الزيارة.
وعند انتهاء القداس صفق الحشد واقفا ومطولا للبابا ما يؤكد شعبيته بين الاميركيين.
وكما حدث في واشنطن وفي نيويورك، تنتظره حشود على طول جادات فيلادلفيا ("المحبة الاخوية" باليونانية) المكان المؤسس للولايات المتحدة، لاستقباله.
وتنتشر اجهزة الامن بقوة بسبب تدفق الحشود من كل انحاء الولايات المتحدة والعديد من الدول بدءا بالمكسيك الى بنجامين فرانكلين باركواي في فيلادلفيا.
ووصل البعض منهم الثلاثاء للمشاركة في اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية.
وفي ناشونال اندبندنس هيستوريكال بارك سيلتقي الحبر الاعظم بعد الظهر الجالية الاميركية اللاتينية (40% من الكاثوليك الاميركيين يتحدرون من اميركا اللاتينية مثل البابا الارجنتيني) ومهاجرين اخرين.
ويتوقع ان يشيد البابا بالحرية الاميركية وخصوصا الحرية الدينية وكذلك اهمية اندماج المهاجرين وهو موضوع عزيز على قلب البابا لم يغب في كلماته ايضا في واشنطن ونيويورك.
وتضم الحديقة عددا من نصب مؤسسي الهوية الاميركية مثل "ليبرتي بل سنتر" و"اندبندنس هول" حيث صدر اعلان استقلال الولايات المتحدة في 1776 والدستور في 1787.
وفي المساء سيقيم البابا سهرة كبرى للصلاة من اجل العائلات قبل القداس الاحتفالي النهائي الاحد في بنجامين فرانكلين باركواي.
وستكون مناسبة له للتحدث عن مواضيع الزواج والعائلة قبل مجمع حساس للاساقفة يفتتح بعد ثمانية ايام ويتطرق الى هذه المواضيع في الفاتيكان.
ففي حين يعبر بعض الاساقفة الاميركيين عن قلقهم من انفتاح محتمل لهذا السينودس على مواضيع مثل الطلاق ومثلية الجنس، اكد البابا ان العائلة "مهددة من الخارج والداخل". كما دافع امام الامم المتحدة عن "قانون اخلاقي مدرج في الطبيعة البشرية نفسها ويتضمن التمييز الطبيعي بين الرجل والمرأة".