Navigation

الاكراد يحققون تقدما في شمال سوريا برغم القصف التركي لمواقعهم

مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية يتمركزون عند تخوم بلدة الهول في محافظة الحسكة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 15 فبراير 2016 - 10:45 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

تواصل انقرة لليوم الثالث على التوالي قصف مواقع تحالف كردي عربي في شمال سوريا دون ان تحول دون تقدمه على مقربة من حدودها، في حين دانت موسكو ما وصفته بالقصف التركي "الاستفزازي".

وتؤكد تركيا انها لن تسمح بتقدم وحدات حماية الشعب الكردية، اهم الفصائل المنضوية في التحالف الكردي العربي المسمى قوات سوريا الديموقراطية، باتجاه الحدود التركية. بينما يقول الاكراد ان هدفهم تضييق الخناق على تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات مستمرة منذ الاحد بين قوات سوريا الديموقراطية وفصائل مقاتلة بينها اسلامية، مدعومة من انقرة والرياض، في الاحياء الغربية لمدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل المعارضة للنظام السوري في ريف حلب الشمالي، الى جانب مارع الى الشرق منها واعزاز شمالا والاقرب الى الحدود التركية.

في المقابل، ركزت المدفعية التركية الاثنين قصفها على الطريق بين مطار منغ العسكري في محافظة حلب ودير الجمال باتجاه تل رفعت في محاولة لقطع طريق التعزيزات عن قوات سوريا الديموقراطية. كما استهدفت مناطق تواجد الاكراد بين اعزاز وعفرين الواقعة الى جنوب غرب اعزاز، وتحديدا قريتي قطمة ومريمين.

وقتل طفلان اليوم في بلدة دير جمال جراء القصف التركي، بحسب المرصد الذي تحدث امس عن مقتل امرأة في مريمين ومقاتلين اثنين من قوات سوريا الديموقراطية في منغ.

وبرغم القصف التركي، نجحت قوات سوريا الديموقراطية في السيطرة على بلدة كفرنايا التي تقع على بعد كيلومترين فقط الى الجنوب من تل رفعت، وفق المرصد.

ويأتي هذا التقدم في ريف حلب الشمالي بعد تقدم للجيش السوري بغطاء جوي روسي في المنطقة نفسها، ما وضع الفصائل المقاتلة بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الاكراد، وشبه محاصرة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب.

- معركة الاكراد-

وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، اعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق "روج آفا"، أي غرب كردستان.

ويسعى الاكراد في معركة حلب الى ضمان امن المناطق الثلاث وربطها ببعض، بغض النظر عن الطرف الذي يقاتلونه.

ويقول مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان هذا "خط احمر بالنسبة للاتراك" الذين يخشون قيام دولة كردية على حدودهم.

وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سوريا، مع جناحه العسكري وحدات حماية الشعب، فرعا لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تصنفه "ارهابيا" وتخوض معه مواجهة منذ عقود.

ويسيطر الاكراد، بحسب المرصد، على ثلاثة ارباع الحدود التركية-السورية، وتتقاسم الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية القسم الباقي من الحدود.

واعلن رئيس الحكومة التركي احمد داود اوغلو الاثنين ان بلاده لن تسمح بسقوط مدينة اعزاز بايدي الاكراد. وقال لصحافيين في طائرة تقله الى اوكرانيا "لن نسمح بسقوط اعزاز، ولا بتقدم الميليشيات الكردية نحو غرب الفرات او شرق عفرين".

وطالب المقاتلين الاكراد بالانسحاب من مطار منغ الذي سيطروا عليه الاسبوع الماضي خلال تقدمهم نحو اعزاز التي تبعد اقل من عشرة كيلومترات عن الحدود التركية.

واضاف "لا بد ان ينسحبوا من المطار. والا سنجعله غير صالح للاستخدام".

وقال المسؤول الكردي عبدو ابراهيم الذي يشغل منصب رئيس هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، لوكالة فرانس برس انه بالاضافة الى العمل على ضمان "كسر حصار" الفصائل الاسلامية وبينها جبهة النصرة على مقاطعة عفرين، فان احد اهداف تقدم قوات سوريا الديموقراطية هو "مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وتحرير ريف حلب الشمالي منه".

وعلى الرغم من نفي الاكراد اي تنسيق مع النظام او مع روسيا، تترافق الاشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية والفصائل المقاتلة مع غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي على مناطق الاشتباكات.

وقال ابراهيم "ليس هناك تنسيق مع الروس"، مشيرا في الوقت ذاته الى ان "القوى الكبرى ان كان روسيا او التحالف الدولي بقيادة اميركية مضطرة للتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية الاكثر فعالية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية".

وتنفذ روسيا منذ 30 ايلول/سبتمبر حملة غارات جوية مكثفة دعما للنظام السوري في عملياته العسكرية. وتقول موسكو انها تستهدف "المجموعات الارهابية" في سوريا، بينما يتهمها الغرب بانها تركز على "المعارضة المعتدلة" اكثر من استهداف الجهاديين.

- ادانة روسية -

واعربت روسيا الاثنين عن "قلقها الشديد حيال الاعمال العدوانية للسلطات التركية"، معتبرة ان انقرة تعتمد "خطا استفزازيا (...) يشكل خطرا على السلام والامن ويتجاوز حدود الشرق الاوسط"، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.

في المقابل، قال اوغلو "اذا واصلت روسيا التصرف كانها منظمة ارهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه اليها ردا حاسما جدا".

وقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة اطفال، الاثنين في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة اعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها، بحسب المرصد.

وقتل تسعة مدنيين آخرين في غارة جوية، يعتقد انها روسية، استهدفت مستشفى مدعوما من منظمة اطباء بلاد حدود جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب).

وقال رئيس بعثة اطباء بلا حدود الى سوريا ماسيميليانو ريبودانغو لفرانس برس، "انه هجوم مقصود يمنع حوالى 40 الف نسمة من الوصول الى الخدمات الطبية في منطقة النزاع هذه".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.