ارتفاع حصيلة اعتداءات باريس الى 128 قتيلا وتنظيم الدولة الاسلامية يتبنى
اعلن تنظيم الدولة الاسلامية السبت مسؤوليته عن الاعتداءات التي استهدفت باريس ليل الجمعة، والتي وصفها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ب"عمل حربي"، وقد اثارت صدمة واسعة بين الفرنسيين الذين استفاقوا على ارتفاع حصيلة الضحايا الى 128 قتيلا.
ونتيجة لاكثر الاعتداءات دموية في اوروبا منذ 2004، قتل ما لا يقل عن 128 شخصا واصيب 180 بجروح بينهم ثمانون في حال حرجة، بحسب الشرطة في الاعتداءات التي تخللتها تفجيرات انتحارية وعمليات اطلاق نار وقعت في مناطق عدة في باريس وضاحيتها. بينما قالت مصادر المستشفيات في وقت لاحق اليوم ان 300 شخص يعالجون في المستشفيات.
كما قتل ثمانية مهاجمين على الاقل بينهم سبعة فجروا انفسهم وكانوا جميعهم يضعون احزمة ناسفة.
وبعد عشرة اشهر على الاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو" ومتجر يهودي في باريس، ما تسبب بمقتل 17 شخصا، عاش الفرنسيون مجددا لحظات طويلة من الرعب، فيما انتشرت جثث الضحايا والدماء في عدد من شوارع العاصمة.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في بيان تداولته حسابات جهادية على موقع تويتر اعتداءات باريس.
وجاء في بيانه "قام ثمانية اخوة ملتحفين احزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا، (...) فتزلزلت باريس تحت اقدامهم وضاقت عليهم شوارعها".
وهدد تنظيم الدولة الاسلامية فرنسا مؤكدا انها "على رأس قائمة اهداف الدولة الاسلامية (...) ما داموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا (...) وتفاخروا بحرب الاسلام في فرنسا، وضرب المسلمين في ارض الخلافة بطائراتهم".
وتشارك فرنسا في الائتلاف الدولي بقيادة اميركية الذي ينفذ غارات جوية في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات جهادية اخرى.
وفي كانون الثاني/يناير 2015، كان منفذ اعتداء المتجر اليهودي الجهادي الفرنسي احمدي كوليبالي اعلن في شريط مصور قبل الاعتداء، انتماءه لتنظيم الدولة الاسلامية، الا ان التنظيم لم يتبن الاعتداء بشكل مباشر.
بينما اعلن منفذو الاعتداء على شارلي ايبدو ان الهدف من هجومهم الانتقام من رسامي الكاريكاتور في الصحيفة الساخرة الذين يسخرون برأيهم من الاسلام.
وقبل صدور بيان تنظيم الدولة الاسلامية حتى، اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التنظيم الجهادي بالوقوف خلف سلسلة الهجمات.
وقال خلال اجتماع امني في قصر الاليزيه "ما حصل امس هو عمل حربي.. ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق باثباته".
وعثر على جواز سفر سوري قرب جثة احد منفذي اعتداءات باريس مساء الجمعة ويجري التحقق منه، كما اعلنت مصادر الشرطة السبت.
وقد عثر على هذا الجواز "على مقربة من جثة احد المهاجمين"، كما اكد احد هذه المصادر.
- -
واعلن هولاند الحداد الوطني لثلاثة ايام، مشيرا الى انه سيلقي كلمة الاثنين امام البرلمان الفرنسي الذي سينعقد بمجلسيه في قصر فرساي قرب باريس "للم شمل الامة في هذا المحنة".
ولم يفتح برج ايفل ابوابه منذ مساء الجمعة، و"سيبقى مقفلا حتى اشعار آخر"، بحسب ما اعلن متحدث باسمه.
وكانت الاعتداءات استهدفت الليلة الماضية ستة مواقع مختلفة بينها محيط استاد دو فرانس الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الاسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية التي جمعت نحو مليون ونصف المليون شخص في كانون الثاني/يناير الماضي احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة في تلك الفترة.
وكان حوالى 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأوا باطلاق الرصاص.
وروى شاهد يدعى لوي لاذاعة فرانس انفو ان شبانا كانوا دخلوا المسرح "وبدأوا باطلاق النار عند المدخل. لقد اطلقوا النار على الجموع هاتفين +الله اكبر+".
وقال شاهد اخر هو مقدم برامج في الاذاعة والتلفزيون يدعى بيار جانازاك (35 عاما) لوكالة فرانس برس ان المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح "هذا بسبب (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا" مضيفا انهم "ذكروا ايضا العراق".
وقال الصحافي جوليان بيرس من اذاعة اوروبا-1 "استغرق الامر عشر دقائق او 15 دقيقة. كان عنيفا جدا، وحصلت موجة من الذعر. هرع الجميع في اتجاه خشبة المسرح، وحصل تدافع، وكان البعض يدوس على الآخرين".
في استاد دي فرانس شمال العاصمة، كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يشاهد مباراة ودية بين منتخبي المانيا وفرنسا، الى جانب حوالى ثمانين الف متفرج آخرين، عندما تم ابلاغه بان الانفجارات ليست عرضية وان احداثا تقع في مسرح باتاكلان، فغادر المكان.
في شارع بيشا، روت فلورانس التي وصلت الى المكان بعد دقيقة واحدة من اطلاق النار، ان "الامر بدا خياليا. كان الجميع ارضا. عاد الهدوء، ولم يكن الناس يدركون ما حصل. رأيت رجلا يحمل فتاة بين ذراعيه. بدت لي ميتة".
وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في "جرائم قتل على علاقة بمنظمة ارهابية".
وانتشر 1500 جندي اضافي في شوارع باريس بناء على امر من فرانسوا هولاند.
وكان هولاند اعلن حالة الطوارىء في البلاد واقفال الحدود. كما اعلن في المكان حربا "لا هوادة فيها" ضد الارهابيين.
واوضح مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "الاولوية الآن للتعرف الى الجثث، لا سيما جثث الانتحاريين التي تناثرت في كل مكان بعد ان فجرت".
- -
وسارع العالم الى ادانة الاعتداءات.
وبرز الى الواجهة رد فعل الرئيس السوري بشار الاسد الذي حمل السياسات الفرنسية "الخاطئة" مسؤولية تمدد الارهاب، في تعليق على الاعتداءات التي حدثت امس في باريس وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية واودت بحياة اكثر من 128 شخصا، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقال الاسد خلال لقائه وفداً فرنسياً برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ماريانيان ان "السياسات الخاطئة التى انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التى ساهمت في تمدد الارهاب ".
واعتبر الاسد ان "الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود".
وانتشرت ردود الفعل المنددة بين العرب والدول الغربية.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان اعتداءات باريس وغيرها من الاعمال الارهابية الاخيرة تؤكد ان العالم يشهد "نوعا من الفاشية من القرون الوسطى والحديثة (...) الساعية الى التدمير ونشر الفوضى".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الهجمات الدموية التي شهدتها باريس تبرر تصعيد عملية مكافحة الجهاديين المتطرفين مثل تنظيم الدولة الاسلامية.
واشار عدد من الدول الى احتمال وجود ضحايا من رعاياها بين القتلى في باريس.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان "عددا" من البريطانيين قد يكون بين الضحايا، بينما اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز ان مواطنين بلجيكيين على الاقل قتلا في الاعتداءات.