اجلاء السكان من منطقة الانفجارات في الصين تخوفا من تلوث كيميائي
اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة السبت اجلاء سكان المنطقة القريبة من موقع انفجارات الاربعاء في مرفأ تيانجين خوفا من تلوث بمواد كيميائية سامة، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الى 85 شخصا.
وذكرت وكالة بكين نيوز ان عناصر مسلحة من الشرطة بدأت اجلاء السكان اثر رصد سيانيد الصوديوم في الموقع بعد ايام على الانفجارات الهائلة التي اودت بحياة 85 شخصا واشعلت حرائق تحاول السلطات السيطرة عليها منذ ثلاثة ايام.
وذكرت وكالة الصين الجديدة انه "بسبب انتشار مواد سامة دعي السكان المقيمون بالقرب من القطاع الى اخلاء" المكان.
وقال مسؤولون ان عاملين في شركات انتاج سيانيد الصوديوم دعوا الى منشأة التخزين حيث وقعت الانفجارات العملاقة قبل أيام التي خلفت دمارا كبيرا.
وعانت السلطات للسيطرة على الحريق وتحديد سبب الانفجارات، ما اثار مخاوف كبيرة لدى السكان من احتمال حصول تلوث كيميائي.
واحتج سكان غاضبون واقرباء لضحايا ضد مسؤولين خارج صالة يعقد فيها مؤتمر صحافي رسمي، لعدم ايضاح الامور، فيما تصاعدت الانتقادات حول انعدام الشفافية.
وقالت السلطات ان بين القتلى 21 رجل اطفاء، ونقل 721 شخصا الى المستشفيات بينهم 25 في حالة حرجة.
ولم تعلن السلطات سبب الانفجارات وقالت انها لا تعرف بدقة نوعية المواد التي كانت مخزنة في المكان.
وذكر المسؤول في ادارة السلامة في تيانجين غاو هوايو خلال المؤتمر الصحافي عددا من المواد التي كانت ربما في الموقع، مشيرا الى ان لائحة الصادرات الاخيرة للشركة المعنية تشمل ثاني كبريت الصوديوم ومغنيزيوم وصوديوم ونيترات البوتاسيوم ونترات الامونيوم وسيانيد الصوديوم وغيرها.
وقال "نعتقد انه ما زال هناك كميات كبيرة مخزنة في مناطق اخرى في المكان".
واضاف ان عاملين في شركات انتاج سيانيد الصوديوم دعوا الى المكان "لانهم خبراء في طبيعة المواد الكيميائية وطرق معالجتها".
واشار الى اغلاق ماسورة صرف حيث تم اكتشاف المواد الكيميائية.
وتم ارسال فريق من 217 عسكريا متخصصين في الاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية الخميس الى تيانجين، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.
وقالت السلطات مرارا ان نوعية الهواء تتطابق مع المواصفات بشكل عام، رغم ان بعض الملوثات تجاوزت المستويات.
ورغم التطمينات الرسمية، اعرب السكان عن شكوكهم، وقد شوهد بعض افراد الشرطة في المدينة يرتدون اقنعة واقية من الغازات.
ومنع سكان واقارب الضحايا والمفقودين من دخول المؤتمر الصحافي وكانت هتافاتهم تسمع في الداخل.
وقالت امراة وهي تدفع رجل امن "لم يبلغنا احد بشيء نحن لا نعرف شيئا وليست هناك اي معلومات".
واعادت هذه الكارثة الى الواجهة مسألة مدى الالتزام بتطبيق اجراءات السلامة في المجمعات الصناعية في الصين اذ ان ارباب العمل غالبا لا يحترمون الانظمة المرعية وذلك للحد من التكاليف كما انهم يفضلون دفع رشاوى لمفتشين فاسدين تجنبا لتفتيش دقيق.
ومن التساؤلات المطروحة ما اذا كان رجال الاطفاء الذين وصلوا لاخماد الحريق في المستودع ساهموا في الواقع في التسبب بالانفجارات لرشهم المياه على مواد مسببين بذلك تفاعلا ادى الى الانفجار.
واصر مسؤول رسمي كبير على ان رجال الاطفاء اتبعوا الاجراءات الصحيحة، لكنهم لم يكونوا على علم بوجود مواد كيميائية لدى وصولهم.
وقال رئيس قسم الاطفاء في هيئة السلامة العامة في تيانجين لي جيند "ليس واضحا ما اذا حصل تفاعل كيميائي".
وقال في مقابلة مع وكالة انباء الصين الجديدة "نعرف انه كان هناك كاربايد الكالسيوم، لكننا لا نعرف ما اذا كان هو سبب الانفجار واشتعال النيران".
واضاف ان "الامر لم يكن خطأ رجال الاطفاء (...) لا، ليس كذلك".
واشار الى ان المنشأة كانت مدرجة على انها تحتوي على نيترات الامونيوم ونيترات البوتاسيوم، وكذلك كاربايد الكالسيوم.
ولفتت وكالة الصين الجديدة نقلا عن ادارة الفضاء الالكتروني الصينية الى انه تم اغلاق او حذف 360 حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب نشر الشائعات.
وتفرض معايير السلامة الصينية ابعاد مستودعات المواد الخطيرة كيلومترا واحدا على الاقل عن المناطق السكنية ومحاور الطرق المهمة.
وكانت السلطات ذكرت ان اقوى هذه الانفجارات يعادل في قوته انفجار 21 طنا من مادة تي ان تي.