ابرام اتفاق حول اليونان لا يزال ممكنا هذا الاسبوع
لا يزال ابرام اتفاق بين اليونان ودائنيها ممكنا هذا الاسبوع لتجنب تخلفها عن السداد، اذ ساد التفاؤل قبل انعقاد قمة استثنائية لمجموعة اليورو مساء بالرغم من عدم التوصل الى اتفاق الاثنين.
وصرح رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عند وصوله الى قمة بروكسل "هدفي التوصل الى اتفاق مع نهاية الاسبوع. اننا نعمل على ذلك ليل نهار".
بدوره، اعلن رئيس مجلس اوروبا دونالد توسك قبل بدء قمة لمنطقة اليورو في بروكسل ان اليونان تقدمت الاثنين "باول اقتراحات فعلية لها منذ اسابيع عدة".
وقدمت اليونان ليل الاحد الاثنين اقتراحات جديدة للاصلاح والادخار في الميزانية، اعتبر رئيس منطقة اليورو يورون ديسلبلوم بعد اجتماع مقتضب لوزراء مالية منطقة اليورو في بروكسل "انها اساس لاستئناف المحادثات والتوصل الى نتيجة في الايام المقبلة" مضيفا "هناك فرصة للتوصل الى اتفاق هذا الاسبوع".
وعكست البورصات الاوروبية هذا التفاؤل ايضا فسجلت الاثنين عند الاغلاق ارتفاعا بلغ 3,81% في باريس وفرانكفورت، فيما سجلت بورصة لندن 1,72%. اما بورصة اثينا فاغلقت على ارتفاع كبير بلغ 9%.
وتمت الدعوة الى اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو استعدادا لقمة رؤساء الدول والحكومات الـ19 الاعضاء فيها مساء، والتي لم يعد احد يتوقع ان تؤدي الى اتفاق، بل الى "دفع سياسي".
واوضح المتحدث باسم مجلس اوروبا بريبين امان "لم يكن الهدف في اي وقت التوصل الى اتفاق تقني في قمة منطقة اليورو". وتابع "الهدف هو اجراء نقاش سياسي صريح بين القادة. نامل ان يسرع ذلك المحادثات التقنية في الايام المتبقية".
وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي "تلقينا (الاقترحات اليونانية) في وقت متاخر نسبيا"، مضيفا انها "يمكن ان توفر قاعدة لاتفاق، وهذا يعني انه ما زال هناك ما ينبغي بحثه" على غرار "التحقق من التناسق الاجمالي".
ومن المقرر انعقاد لقاء جديد لوزراء مالية منطقة اليورو هذا الاسبوع، الاربعاء على الارجح، والا الخميس موعد انعقاد قمة اوروبية مقررة منذ فترة ومخصصة لمسألة المهاجرين.
ومع وصول وزراء المالية الى بروكسل، بعد لقائهم الخميس في لوكسمبورغ، سارعوا الى احباط امال الاكثر تفاؤلا مؤكدين عدم توقع "اختراق" الاثنين.
وصرح وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله المعروف بمواقفه المتشددة حيال اثينا "لا اعرف شيئا عن اقتراحات جديدة (...) ليس هناك اي اقتراحات مهمة حتى الان" في نهاية الاسبوع. وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اكدت في برلين انه "بدون الاستناد الى قرار فان قمة هذا المساء قد تكون مجرد قمة تشاورية".
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "اتفاق شامل ودائم" وليس "جزئيا ولفترة محدودة" بين اليونان ودائنيها مؤكدا ان بلاده "ستبذل كل ما في وسعها حتى تسفر هذه المحادثات عن اتفاق" في الايام المقبلة.
وتواجه اليونان استحقاقات حاسمة في 30 حزيران/يونيو حيث يتحتم عليها تسديد نحو 1,5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي وفي حال عدم حصولها على هذه الفروض، فهي قد تتعثر في السداد وعندها قد يقطع البنك المركزي الاوروبي التمويل الطارئ عن مصارفها.
وتسعى اليونان للحصول على دفعة جديدة من القروض بقيمة 7,2 مليار يورو معلقة منذ اشهر وهي بحاجة ماسة اليها، غير ان صرف هذه المبالغ يبقى رهنا بالتوصل الى اتفاق حول اصلاحات وتدابير مالية مطلوبة من اثينا.
وفيما لم يكشف رسميا عن تفاصيل اقتراحات اليونان حدد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لدى وصوله الى بروكسل الاثنين "النقاط الرئيسية لاتفاق" مع الدائنين، وهي "نترك خلفنا الفائض المفرط في الموازنة الاولية، وانقاذ الرواتب ومعاشات التقاعد، وتفادي الزيادة المفرطة وغير المنطقية في (فاتورة) الكهرباء (...) والعودة الى وضع طبيعي في علاقات العمل وتعزيز الاصلاحات الهيكلية (...) الهادفة الى اعادة توزيع الاعباء المالية ومكافحة التهرب الضريبي والفساد".
لكن الصحف اليونانية نقلت الاثنين ان اقتراحات اليونان الاخيرة تتمحور حول نسب ضريبة القيمة المضافة واجراءات التقاعد المبكر وزيادات ضريبية، لتغطية جزء كبير من العجز في الميزانية.
ويفترض ان تغلق الاقتراحات الجديدة التي تدرس في بروكسل قبل قمة استثنائية لمنطقة اليورو في وقت لاحق الاثنين ثغرة تبلغ 900 مليون يورو بين ما يطلبه الدائنون من اقتطاعات في ميزانية 2016 والعرض الاخير الذي قدمته حكومة اليونان اليسارية ورفض بحسب صحيفة نافتمبوريفي المالية.
وافاد مصدر اوروبي في بروكسل فرانس برس ان اليونان قدمت اقتراحات حول نفقات التقاعد والدفاع فيما ما زالت هناك حاجة الى "تحرك" في مسألة ضريبة القيمة المضافة.
وقبل افتتاح القمة المرتقب في الساعة 17,00 ت غ عقد تسيبراس اجتماعا مصغرا مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد والعضو في مجلس ادارة البنك المركزي الاوروبي بونوا كوري وديسلبلوم ويونكر الذي يلعب دور الوسيط في هذه المفاوضات الشاقة.
وما يزيد من خطورة الظرف وضع المصارف اليونانية المثير للقلق مع تسارع سحوبات المودعين خلال الايام الاخيرة. ويتوقع ان يجري تسيبراس لقاء جانبيا مع رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي عصر اليوم بحسب الحكومة اليونانية.
وزاد مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي صباح الاثنين المساعدة الطارئة للمصارف اليونانية خلال اجتماع استثنائي، وقد يكرر الامر في اي وقت ان دعت الحاجة بحسب مصدر مصرفي يوناني.