أول لقاء بين ميلوني والقادة الأوروبيين في بروكسل
بدأت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني الخميس في بروكسل سلسلة لقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي، بعد ان كثفت منذ انتخابها التصريحات الداعمة للتكتل.
أعلنت ميلوني البالغة من العمر 45 عامًا خلال اجتماعها مع رئيسة البرلمان الاوروبي روبرتا ميتسولا "أنا سعيدة جدا لاختيار بروكسل لأول زيارة لي إلى الخارج وخصوصا لوجودي هنا في البرلمان الأوروبي".
وغردت ميتسولا "لطالما لعبت إيطاليا دورا محوريا في الاتحاد الأوروبي". وأضافت "مع غزو روسيا لأوكرانيا ارتفعت أسعار الطاقة وتزايد التضخم، نحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نبقى متحدين. نحن أقوى إذا كنا موحدين".
ثم التقت أول رئيسة وزراء في إيطاليا، رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين، وتصافحتا أمام الكاميرات.
وتلتقي ميلوني التي شددت خلال حملتها على رغبتها في الدفاع عن المصالح الإيطالية قبل كل شيء، مساء رئيس المجلس الأوروبي (المؤسسة التي تمثل الدول الأعضاء) شارل ميشال.
والدليل على وجود نوع من الحذر من كلا الجانبين، هو عدم صدور بيان مشترك في ختام اللقاءات الثلاثة التي ستتم متابعتها عن كثب، على خلفية أزمة الطاقة التي تختبر مقاومة الاتحاد.
وقالت ميلوني للصحافيين إنها أجرت لقاءات "صريحة وإيجابية" مع القادة الأوروبيين.
وقبل سلسلة اللقاءات كتبت ميلوني على تويتر أن "صوت إيطاليا في أوروبا سيكون قويا: نحن مستعدون لمواجهة الملفات الكبرى بدءا بأزمة الطاقة عبر العمل على حل سريع وفعال بهدف دعم العائلات والشركات ووقف التكهنات".
ولقاؤها مع فون دير لايين هو الأول منذ الضجة التي أثارتها تصريحات رئيسة المفوضية التي حذرت قبل الانتخابات في ايطاليا من العواقب التي يمكن ان تواجهها البلاد في حال حادت عن المبادئ الديموقراطية.
لكن أول رئيسة وزراء في إيطاليا، على رأس أكثر الحكومات يمينية منذ فترة ما بعد الحرب، يرتقب ان تصل الى بروكسل دون نوايا مواجهة بحسب ما قال الخبير السياسي لورنزو كودونيو. واوضح لوكالة فرانس برس أن "ميلوني براغماتية وتريد أن ينظر إليها على انها زعيمة معتدلة".
من المتوقع ان تشدد رئيسة وزراء ثالث اقتصاد في منطقة اليورو على ضرورة اعتماد اجراءات أوروبية لخفض أسعار الطاقة، وهي معركة بدأها سلفها ماريو دراغي.
- "فهم نوايا ميلوني" -
وأضاف أن "المناقشات ستركز على الطاقة، المشكلة الأكثر إلحاحا مع اقتراب فصل الشتاء" معتبرا ان ميلوني ستسعى الى اثبات انها تشكل استمرارية لحكومة دراغي عبر مطالبتها بحلول على "مستوى الاتحاد الاوروبي".
وكان الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي انضم الى الدول الاخرى للمطالبة بايجاد حلول لأزمة الطاقة على المستوى الاوروبي وليس من خلال مقاربة فردية اعتمدتها برلين وواجهت انتقادات شديدة من قبل شركائها.
يأمل القادة الأوروبيون من جهتهم في اقتناص هذه الفرصة "لكي يفهموا بشكل أفضل نوايا ميلوني" كما قال سيباستيان مايار مدير معهد جاك ديلور لوكالة فرانس برس.
وقال "وراء رسائل التهدئة" بشأن ان روما راسخة في العالم الغربي وحلف شمال الاطلسي وابتعادها عن الفاشية فان ميلوني "بقيت غامضة نسبيا حول ما تريد القيام به".
يرتقب ان يبدي القادة الأوروبيون خلال هذا اللقاء الاول، حذرا لتجنب دفع ميلوني الى معسكر الدولتين القوميتين، بولندا والمجر.
من غير المرجح حدوث صدام حول الصندوق الأوروبي للتعافي بعد الوباء والذي تعد إيطاليا المستفيد الرئيسي منه بحوالي 200 مليار يورو، حتى لو قالت ميلوني إنها تريد إجراء "تعديلات" للاخذ بالاعتبار ارتفاع أسعار الطاقة وهذه التعديلات يجب ان تكون موضع تفاوض على المستوى "التقني" بحسب كودونيو.
ويرى سيباستيان مايار أيضا أنه "بشأن المواضيع الاقتصادية، ليس لديها أي مصلحة في فتح جبهة مع بروكسل" مضيفا "اذا وقفت في وجه اوروبا، فسينعكس ذلك على المصالح الايطالية".
لكن سيكون من الصعب لبروكسل على المدى الطويل تجنب مواجهة بشأن الهجرة، الموضوع المفضل لليمين المتطرف في ايطاليا التي تشكل إحدى أبرز بوابات دخول المهاجرين الى أوروبا.