حصيلة اولى للمعرض الوطني
قدمت مديرة المعرض الوطني السويسري اكسبو 2002 تقريرا حول آداء المعرض بعد مرور شهرين ونصف على افتتاحه في منتصف مايو حيث يتواصل حتى 20 أكتوبر.
أعلنت السيدة نيللي فينغر مديرة المعرض في مؤتمر صحفي أن المحصلة العامة لهذه الفترة تعتبر إيجابية، إذ بلغ عدد الزوار 4.4 مليون شخص، وبيعت 2.92 مليون تذكرة، بينما من المفترض أن يبيع المعرض حتى إغلاق أبوابه 4.3 مليون تذكرة.
وقد اعتبرت إدارة المعرض أن إعجاب 90% من الزوار بما شاهدوه، يشكل نجاحا في حد ذاته، علاوة على أن المعرض نجح في إشعاع صورة سويسرا في الخارج ولدى الزائرين الأجانب بشكل عصري وبوجه منفتح على العالم، حسب تقييم إدارة المعرض.
على الصعيد المالي، لم تكن المحصلة في مستوى الإقبال الجماهيري، فحصيلة المبيعات بلغت 150 مليون فرنك بينما كان من المفترض أن تكون 171 مليون فرنك.
وعلى الرغم من هذا التفاوت بين الاقبال الشعبي والعائدات المالية، إلا أن إدارة المعرض ترى أن محصلة النصف الأول منه تعتبر ايجابية، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول عدم التوازن بين الاقبال الجماهيري والعائد المالي ولماذا اعتبرته الادارة ايجابيا.
نتيجة متوقعة
للوصول إلى إجابة، يجب النظر إلى بعض من استراتيجية إدارة المعرض والتي من الممكن أن تعطي إيضاحات للمحصلة الحالية. فقبل بدء أعمال المعرض قامت الادارة ببيع كميات كبيرة من تذاكر الدخول بأسعار مخفضة للغاية، ويبدو أن الهدف من وراء ذلك كان ضمان وجود زوار في الفترة الأولى للمعرض، والتأكيد للمستثمرين – من خلال المبيعات المرتفعة قبل الافتتاح – أن الاقبال مضمون، وإن كانت التذاكر المباعة في واقع الامر منخفضة السعر وبكمية ضعف الكمية المفترضة، حيث كان من المتوقع أن تباع مليون تذكرة فقط بأسعار مخفضة، إلا ان التذاكر التي بيعت بأسعار أقل من قيمتها بلغت المليونين.
وفي الايام الاولى للافتتاح، لوحظ حضور التلاميذ على اختلاف اقسامهم وبشكل مكثف ومن جميع أنحاء سويسرا إلى المعرض، وان شكل هذا زيادة في عدد الزوار وازدحاما على أجنحة المعرض ليعكس صورة إيجابية عن الاقبال، إلا أنه في واقع الامر كان حضورا بالكم وليس بالكيف. فتلاميذ وطلبة المدارس حصلوا على تخفيضات كبيرة في اسعار تذاكر الدخول، كما أنهم لا ينفقون في المطاعم أو محلات الوجبات السريعة المنتشرة في ثنايا المعرض وباحاته بقدر ما يعتمدون على ما يحضورنه معهم من أغذية ومشروبات.
أضف إلى هذا أن إدارة المهرجان عولت على استخدام الزوار لمأوى السيارات بمقابل مادي، فخصصت مساحات شاسعة لها وأنفقت على تجهيزها مبالغ طائلة، إلا أن الغالبية العظمى من الزوار فضلوا التنقل بواسطة القطارات التي قدمت هي الاخرى تخفيضات وان كانت محدودة لزائري المعرض الوطني.
هذه النماذج الثلاثة يمكن أن تجيب على التناقض بين الاقبال الجماهيري الكبير والعجز المالي الواضح، ولكنها لا تنتقص من جهود إدارة المعرض حيث أنها بذلت قصارى جهدها لاعداده وحشد تأييد الرأي العام له.
وقد لا يتبقى أمام إدارة المهرجان إلا استغلال الوقت المتبقي حتى العشرين من اكتوبر لاستقطاب المزيد من الزوار، ولعل الشهادة الايجابية التي أدلى بها تسعون بالمائة من زوراه هي خير دعاية له ودليل على أنه معرض يستحق الزيارة بالفعل.
تامر ابو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.