Navigation

في سويسرا يُوجد أكبر عدد من "الرؤساء السابقين".. إليك الأسباب!

وزير الداخلية والرئيس السويسري لعام 2023 آلان بيرسيه (في الوسط) محاطًا بوزراء ووزيرات الحكومة الستة الآخرين والمستشار الفدرالي فالتر تورنهير (أقصى اليسار). Keystone / Matthieu Gafsou

في فرنسا وألمانيا يُوجد رئيسان سابقان فقط على قيد الحياة، في حين هناك لدى بريطانيا سبعة، بينما يعيش في الولايات المتحدة خمسة رؤساء سابقون. أما في سويسرا، فيمكن إحصاء 19 عضواً في "جمعية الرؤساء الأحياء السابقين". لكن ما الذي يعنيه هذا الرقم القياسي بالنسبة للإستقرار السياسي والقيادة في الكنفدرالية؟

هذا المحتوى تم نشره يوم 09 يناير 2023 يوليو,

إنه لا يعني الكثير في الواقع، فصيغة السؤال المطروح خادعة إلى حدٍ كبير. إذ لا يُمكن مُقارنة الرئاسة الدورية الفريدة في سويسرا، التي لا تزيد عن عام واحد فقط، مع رؤساء الحكومات في أي بلد آخر (كما هو الحال مع مستشار/ مستشارة ألمانيا أو رئيس/ رئيسة وزراء بريطانيا مثلاً).

فهل كنت تعلم مثلاً أن الرئيس السويسري لا يقوم أبدا بزيارة دولة؟ 

فالرئيس السويسري ليس رئيساً للدولة ولا رئيساً للحكومة. وتُعتَبَر الحكومة الفدرالية (أو مجلس الحُكم الفدرالي) المكونة من سبعة أعضاء (وزراء)، رئيساً جماعياً للدولة وللحكومة في نفس الوقت. وقد يكون رئيس الكنفدرالية هو "الأول بين أعضاء متساوين"،  لكنه لا يتوفر على أي صلاحيات مضافة أو سلطة أكبر بالمقارنة مع بقية زملائه الأعضاء في الحكومة.

علاوة على ذلك، يحتفظ أعضاء الحكومة السبعة خلال العام الذي يتولون فيه رئاسة الكنفدرالية بمناصبهم كمُشرفين على وزاراتهم. ففي عام 2023 على سبيل المثال، يشغل آلان بيرسيه منصب رئيس سويسرا ووزير الداخلية في نفس الوقت.

الشعار التقليدي لسويسرا هو "واحد للجميع، والجميع للواحد". فالحكومة الفدرالية تتولى جميع المهام مُجتمعة، مِن اتخاذ موقف بشأن السياسات، وحتى توقيع المعاهدات واستقبال رؤساء الدول الزائرين (على الرغم من عَدَم تواجد جميع أعضاء الحكومة السبعة دائماً في هذه المناسبات).

إذن، ما هو الهدف من وجود الرئيس السويسري؟ وما الذي يفعله هؤلاء الرؤساء في الأشهر الإثني عشرة التي يتولون فيها تقلد هذا المنصب الفخري؟

تتضمن مهام الرئيس السويسريرابط خارجي ترؤس اجتماعات الحكومة الفدرالية والإضطلاع بواجبات تمثيلية خاصة. كما يقوم رؤساء الكنفدرالية بإلقاء الكلمات بمناسبات رأس السنة الجديدة، والعيد الوطني في أول أغسطس، والتي تُبث من على شاشات التلفزيون ومن خلال موجات الإذاعة (ومن خلال بوابة swissinfo.ch باللغات الوطنية وبالإنجليزية والبرتغالية وألإسبانية أيضاً). كذلك يُرحب الرؤساء السويسريون بأعضاء السلك الدبلوماسى - جميع السفراء الأجانب فى سويسرا - فى حفل الإستقبال التقليدي الذي يُقام بمناسبة حلول العام الجديد.

لعبة الإنتظار

بالمُقارنة مع الدول الأخرى، فإن تولي منصب الرئاسة في سويسرا سهل نسبياً. وباختصار، يكفي أن يتم إنتخابك لعضوية الحكومة الفدرالية من طَرَف مجلسي النواب والشيوخ، ومن ثم ما عليك سوى الإنتظار. وعندما يكون جميع الوزراء الذين انتخِبوا قبلك قد شَغلوا منصب الرئاسة خلال فترة وجودك ضمن الحكومة الفدرالية، فسوف يحين دورك. أي أنه يتعيّن عليك الإنتظار مدة ست سنوات كحدٍ أقصى.

أمّا الحقيقة الأخرى غير المعهودة في بقية النظم السياسية، فهي أنه بوسع أي مواطن سويسري يزيد عمره عن 18 عاماً، ويرى في نفسه مؤهلات الوزير، أن يتقدم لترشيح نفسه لعضوية الحكومة الفدرالية. كذلك يُمكن للبرلمان أن يقوم باختيار شخص لم يُرشِّح نفسه إطلاقا لعضوية الحكومة الفدرالية. (ومن هنا نلاحظ الحملات والمناورات السياسية المُنتظمة لِدَفع روجيه فيديرر مثلا لتولي منصب من هذا القبيل). بيد أن اختيار مجلسي النواب والشيوخ كان يقع في جميع الحالات تقريبا على أعضاء يقدُمُون من داخل البرلمان.

مقتطفات ونوادر رئاسية

ضرب كل من كارل شينك وإميل فيلتي رقماً قياسياً بتوليهما رئاسة الكنفدرالية ست مرات.

كان فيلتى عضواً في الحكومة الفدرالية لمدة 24 عاماً، في حين مكث شينك في الحكومة لـ 31 عاماً. وكان كل منهما وزيرا فدراليا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر.

لم يحدث سوى مرتين أن لم يتول الرئيس المُنتَخَب منصبه: فقد توفي فيكتور روفي، الرئيس المُنتخب لعام 1870، في 29 ديسمبر 1869. كما كان من المُقَرَّر أن يرأس فريدولين أندرويرت سويسرا في عام 1881، لكنه انتحر يوم عيد الميلاد في عام 1880، على إثر الحملة التي نظمتها الصحافة ضده. ولم يُقَدِّم أي رئيس استقالته وهو في منصب الرئاسة، لكن المَنية وافت فيلهلم هرتنشتاين عندما كان رئيساً لسويسرا في عام 1888.

من جهتها، كانت روت درايفوس أول إمرأة تصبح رئيسة لسويسرا (في عام 1999). أعقبتها ميشلين كالمي- ري (في عامي 2007 و2011)، ودوريس لويتهارد (في عامي 2010 و2017)، وإيفيلين فيدمَر- شلومبف (2012) وسيمونيتا سوماروغا (2015 و2020).

أمّا أصغر رئيس سويسري فكان جاكوب شتامبفلي، الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره عند توليه لهذا المنصب في عام 1856 (المرة الأولى من مجموع ثلاث مرات). في المقابل، كان أدولف دويخَر الرئيس الأكبر سناً، حيث كان في السابعة والسبعين من عمره عندما أصبح رئيسا للكنفدرالية للمرة الرابعة في عام 1909.

End of insertion

وفى شهر ديسمبر من كل عام، يقوم البرلمان الفدرالي بانتخاب أحد الوزراء السبعة في الحكومة ليكون رئيساً للكنفدرالية، على الرغم من أن المسألة في الواقع لا تتعدى التمسك بترتيب الأقدمية وتأكيد شخصية نائب الرئيس. (تتولى حالياً  منصب نائب الرئيس فيولا أمهرد، بينما يتولى آلان بيرسيه منصب رئيس الكنفدرالية).

ليس للمواطنين والمواطنات في سويسرا رأي في عملية انتخاب الحكومة الفدرالية، وبالتالي، في عملية انتخاب الرئيس.

ولكن طالما ظل البرلمان يُعيد انتخابك لعضوية الحكومة الفدرالية كل أربعة أعوام (والإحتمالات القائمة هنا جيّدة، حيث لَم يتكرر انتخاب سوى أربعة وزراء لعضوية هذا المجلس منذ عام 1848)، لن يكون هناك حدّ لفترة بقائك ضمن تشكيلة الحكومة الفدرالية، أو لعدد المرات التي يُمكنك أن تصبح فيها رئيساً للكنفدرالية (الرقم القياسي حتى الآن هو ستة). مع ذلك، ومن الناحية العملية، لا يظل إلّا عدد قليل من الوزراء لفترة رئاسية ثالثة في أيامنا هذه. وكان آخر من فعل ذلك هو كورت فورغلر في عام 1985.

هكذا، لا تحتاج سوى أن تصبح عضواً في الحكومة الفدرالية، وتبقى بعيداً عن المشاكل، لكي تضمَن رئاسة الكنفدرالية السويسرية في نهاية المطاف. مع ذلك، يوجد هناك في سويسرا ثلاثة وزراء لا يزالون على قيد الحياة، لم يُصبحوا رؤساء للكنفدرالية. وكانت أولاهم السيدة أليزابيت كوب، التي التحقت بالحكومة الفدرالية في عام 1984 (بالمناسبة، كانت أول إمرأة تصبح عضوة في الحكومة السويسرية)، واستقالت في عام 1989. بدورها أصبحت روت ميتسلر، عضوة في التشكيلة الحكومية في عام 1999، ولم تُنتَخَب ثانية في عام 2003. كذلك لم تتم إعادة انتخاب كريستوف بلوخَر ثانية في عام 2007، بعد شغله منصب وزير العدل والشرطة في الحكومة الفدرالية في عام 2003.

"مسألة منظور"

الآن، إليك هذا اللغز: الرئيس السويسري لا يقوم بزيارة دولة أبداً، مع ذلك لا يزال بالإمكان استقباله لزيارة دولة. فكيف يكون هذا؟

كما ذُكِر سابقاً، فإن الرئيس السويسري ليس رئيساً للدولة. لذلك فإنه لا يصحّ - من وجهة نظر سويسرية - التحدث عن "زيارة رئاسية". مع ذلك، وكما توضح الحكومة، يختلف الوضع بعض الشيء بالنسبة للبلد المُضيف. فعلى الرغم من عدَم اعتبار أي فرد رئيساً للدولة في سويسرا، لكن ينبغي مَنح رئيس / رئيسة الكنفدرالية نفس مكانة نظرائه/ نظيراتها الأجانب في هذه الحالات".

وهكذا "فإنه من المعقول تماماً أن تَنظُر الدول الأخرى إلى المناسبات التي تدعو أو تستقبل فيها الرئيس السويسري باعتبارها ‘زيارة دولة’؛ وبالتالي فإن استخدام هذا المُصطلح مُناسب تماماً. والأمر متروك للبلد الذي يُصدر الدعوة، للبت فيما إذا كانت الزيارة هي زيارة عمل، أو زيارة رسمية، أو زيارة دولة، مع الإيفاء الكامل لجميع المراسم التي يُمليها البروتوكول. إنها بالنهاية مسألة منظور". كما تضيف الحكومة السويسرية.

رؤساء سويسريون سابقون

رؤساء الكنفدرالية السابقون الذين لا يزالون على قيد الحياة، وسنوات تقلدهم للمنصب:

أرنولد كولَّر: 1990، 1997

فلافيو كوتَي: 1991، 1998 (آخر رئيس من سويسرا الناطقة بالإيطالية)

أدولف أوغي: 1993، 2000

كاسبار فيليغَر: 1995، 2002

روت درايفوس: 1999 (أول سيدة تتولى منصب الرئاسة في سويسرا)

موريتس لوينبرغر: 2001، 2006

باسكال كوشبان: 2003، 2008

جوزيف دايس: 2004

سامويل شميد: 2005

ميشلين كالمي - ري: 2007، 2011

هانس - رودولف ميرتس: 2009

دوريس لويتهارد: 2010، 2017 

إيفلين فيدمر- شلومبف: 2012

ديدييه بوركهالتر: 2014

يوهان شنايدر- أمّان: 2016

أوَلي ماورَر: 2013، 2019

سيمونيتَا سوماروغا: 2015، 2020

الرؤساء السابقون الذين لا يزالون أعضاء في الحكومة الفدرالية:

ألان بيرسيه: 2018، 2023

غي بارمولان: 2021

إينياتسيو كاسيس 2022

End of insertion

رؤساء سابقون آخرون لا يزالون على قيد الحياة

فرنسا (الرئيس): نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند.

الولايات المتحدة (الرئيس): جيمي كارتر، بيل كلينتون، جورج دبليو بوش، باراك أوباما، دونالد ترامب.

ألمانيا (المستشار): غيرهارد شرودر، أنغيلا ميركل

بريطانيا (رئيس الوزراء): جون مايجور، توني بلير، جوردون براون، ديفيد كاميرون، تيريزا ماي، بوريس جونسون، ليز تروس. 

الصين (الرئيس): هو جينتاو.

روسيا (الرئيس): فلاديمير بوتين (عاد إلى منصبه منذ ذلك الحين)، دميتري ميدفيديف.

إيطاليا (رئيس الوزراء): أرنالدو فورلاني، لامبرتو ديني، ماسيمو داليما، جوليانو أماتو، رومانو برودي، سيلفيو برلسكوني، ماريو مونتي، إنريكو ليتا، ماتيو رينزي، باولو جينتيلوني، جوزيبي كونتي، ماريو دراغي. 

End of insertion
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

تم إيقاف التعليقات بموجب هذه المقالة. يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

ترتيب حسب

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.