توفر حضانات أرخص ووظائف مرنة سيشجع النساء على العمل بدوام أكبر
سويسرا هي واحدة من الدول الأوروبية التي لديها أعلى نسبة نساء يعملن بدوام جزئي. وتظهر دراسة حديثة أن النساء لا يقمن بهذا طوعيًا دائمًا وأن العديد منهن يرغبن في زيادة معدل العمل، إذا كانت الظروف مناسبة.
- Deutsch Was Frauen zur Erhöhung des Arbeitspensums bringen würde
- Español Guarderías más baratas y empleos flexibles animarían a las mujeres a aumentar su jornada laboral
- Português Mulheres poderiam trabalhar mais com creches menos caras e emprego flexível
- 中文 托儿所更便宜,工作更灵活:女性愿意更多工作吗?
- Français Crèches moins chères et emplois flexibles inciteraient les femmes à augmenter leur temps de travail (الأصلي)
- Pусский Что могло бы помочь женщинам Швейцарии работать больше?
- 日本語 パートタイム女性の勤務時間、どうすれば増やせる?
- Italiano Con asili nido meno cari e impieghi più flessibili le donne aumenterebbero l’orario di lavoro
هل الأمهات العاملات في سويسرا راضيات عن وضعهن؟ للإجابة على هذا السؤال، قامت منظمة "برو فاميليا" (Pro Familia ) التي تضم العديد من الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق الأسرة بإجراء استطلاع رأيرابط خارجي في شهر مارس 2020 شمل 500 امرأة عاملة لديها طفل واحد أو أكثر ونشرت النتائج يوم الأحد 24 مايو الجاري.
أولاً ، توضح الدراسة أن الحد من عبء عمل المرأة يكاد يكون أمراً معتاداً عندما يكون لديها طفل، حيث أفاد أكثر من ثلاثة أرباع المشاركات في الاستطلاع أنهن خفضن معدل العمل بسبب الأمومة. على الصعيد الوطني، تعد الأمهات العاملات بدوام جزئي فقط، أكثر النماذج شيوعًا. ووفقًا لأرقام المكتب الفدرالي للإحصاءرابط خارجي، فإن أكثر من 60% من الأسر تختار نموذج التوظيف هذا.
على الرغم من أن نسبة النساء العاملات هي من بين أعلى المعدلات في أوروبا ، إلا أن سويسرا هي الدولة التي تعمل فيها النساء معظم الوقت بدوام جزئي بعد هولندا.
70% من النساء يرغبن في العمل أكثر
ما يقرب من ثلثي النساء اللواتي شاركن في استطلاع "برو فاميليا" قلن إنهن راضيات عن وضعهن. في الأثناء، ترغب امرأة من بين كل خمس نساء في تخفيض ساعات عملها بدرجة أكبر، وتود 17٪ فقط منهن الترفيع في معدل عملهن.
مع ذلك، تظهر الدراسة أيضًا أنه في حالة توفر جميع الشروط الإطارية لتوافق عمل الأمهات، فسوف تعمل سبع من أصل عشر نساء لفترات أطول. وتتعلق هذه الرغبة بشكل أساسي بالأشخاص الذين تحصلوا على تعليم عال. وفيما تصل احتمالية الزيادة بشكل أساسي إلى نسبة 80٪، إلا أن أقلية صغيرة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة يرغبن في الحصول على وظيفة بدوام كامل.
ما الذي سيشجع المرأة على وجه التحديد على زيادة الاستثمار في سوق العمل؟ حددت الدراسة أربعة عوامل رئيسية: الحافز المالي للعمل، تكاليف رعاية الأطفال، إمكانية العمل من المنزل وتقليل عبء الأعمال المنزلية والوقت المخصّص للأطفال.
لطالما تم التنويه إلى أن التكلفة العالية لمرافق رعاية الأطفال تمثل عقبة رئيسية أمام ممارسة المرأة لنشاط مهني. وعلى الرغم من الإجراءات المتخذة في السنوات الأخيرة، إلا أنه ليس من المجدي من الناحية المالية أن تشتغل النساء أكثر.
وفقًا لأرقام المكتب الفدرالي للإحصاءرابط خارجي ، تخصص العائلات في المتوسط 4 ٪ من دخلها للإنفاق على رعاية الأطفال خارج المنزل، حيث تبلغ تكلفة رعاية طفل دون سن الرابعة في الحضانة حوالي 1160 فرنك شهريًا لأسرة تُصنّف ضمن الثلث الأعلى من فئة الدخل و 400 فرنك لأسرة تنتمي إلى الثلث السفلي من فئة الدخل.
من جهة أخرى، سلطت الأجوبة التي وردت في استطلاع الرأي الذي أنجزته "برو فاميليا" الضوء على واقع آخر، ألا وهو عبء المهام المنزلية والتعليمية التي تفرض على النساء القيام بما يسمى "اليوم المُضاعف" أو "نوبتين". ففي الأسر التي لديها طفل أو أكثر، لا تزال الأمهات يقمن بمعظم الأعمال المنزلية.
بشكل عام، لا زال التوزيع التقليدي للأدوار بين الجنسين حاضرا بقوة، وهو يأتي على الأرجح نتيجة لسياسة الدولة التي تعتبر الأسرة مسألة خاصة في سويسرا. وفي رد على سؤال لـ swissinfo.ch في نوفمبر 2019 حول هذا الموضوع، أوضح فرانشيسكو جوديتشي من مكتب الإحصاء في كانتون تيتشينو أن "الهياكل الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت في الفترة التي كان فيها نموذج "المعيل الذكر" يُشكل أساس الحياة العائلية والمهنية لا تزال حاضرة بقوة في مجتمعنا وهي مستمرة في ترويج الفكرة القائلة بأن إنجاب طفل مسألة خاصة".
وبحسب جوديتشي، فإن القرار الذي اتخذ في شهر سبتمبر 2019 والقاضي بمنح إجازة أبوة إجبارية لمدة أسبوعين لن يكون كافيا للتعويض عن عوامل ثقافية وهيكلية أخرى تواصل تفضيل التقاسم التقليدي لمسؤوليات العمل والأسرة بين الرجال والنساء.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
تم إيقاف التعليقات بموجب هذه المقالة. يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.